نشرت صحيفة الغارديان، اليوم تحقيقا صحفية بعنوان: “ليبيا: انتخابات ذات مصداقية – أم محاولة فاشلة أخرى لبناء الدولة؟”. وقالت الصحيفة إن آمال ليبيا في إنهاء عقد من الفوضى السياسية، عبر إجراء انتخابات ذات مصداقية في نهاية العام الحالي لرئيس وبرلمان موحد جديد، قد وصلت إلى لحظة حاسمة، مع إصرار الولايات المتحدة على أن التصويت يجب أن يمضي قدم، لافتا الى أن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين يخشون، من أن تكون الانقسامات واسعة للغاية إلى درجة أنه لن يتم الاعتراف بشرعية نتائج الانتخابات.
وأشارة الصحيفة إلى أنه توجد دلائل على أن الحكومة المؤقتة، المعينة نظريا من قبل الأمم المتحدة لإدارة الخدمات قبل الانتخابات، قد تسعى للاستفادة من المأزق للبقاء في السلطة “إلى أجل غير مسمى”. ونقلت الغارديان عن المختص بليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية طارق المجريسي قوله: “الصعوبة هي أن ليبيا تفتقر إلى أي مؤسسات سياسية ذات شرعية شعبية بلا نزاع منذ أن تم التصويت على المؤتمر الوطني العام لتولي السلطة في عام 2012. هذا يخلق ساحة سياسية تشعر فيها النخب الحالية بالقدرة على التنصل من مسؤولياتهم الدستورية المتمثلة في وضع اللمسات الأخيرة على دستور جديد وإنهاء الفترة الانتقالية. وهذا يعني أنهم يركزون بدلاً من ذلك على ان تكون لديهم سلطة مطلقة”.
ووفقا للصحيفة:” على الرغم من ان القوى الغربية تمارس في العلن أقصى قدر من الضغط من أجل إجراء الانتخابات، يبحث وراء الكواليس، الدبلوماسيون الغربيون خططا أخرى، خوفا من أنه إذا لم تجرى الانتخابات، فقد تتدهور الأوضاع وتسيطر تركيا وروسيا، اللتان لهما قوات في ليبيا، بشكل أكثر إحكاما على البلد الغني بالنفط”. ولدى المجتمع الدولي،
بحسب الغارديان، خياران رئيسيان إذا لم ينجحوا في إقناع السياسيين الليبيين بالتوصل إلى اتفاق بشأن شكل الانتخابات. الخيار الأكثر تطرفا هو أن تدفع الأمم المتحدة الحكومة المؤقتة لقبول أو التأكيد على أن المنظمة الدولية مخولة بموجب قرارات مجلس الأمن الحالية بفرض قانون انتخابي، كما يطالب بعض السياسيين الليبيين. والخيار الثاني هو الاعتراف بأن الوقت قد نفد وأنه لا يمكن إجراء الانتخابات، فيتم تبني المبادرة التي اقترحتها الحكومة المؤقتة التي ستحاول من خلالها تهيئة الظروف في المستقبل لإجراء انتخابات. وقال أحد المراقبين للغارديان إن: “الصعوبة في الانتخابات هي أنها قد تذهب لصالح من يدفع أكثر للميليشيات لتعبئة معظم صناديق الاقتراع”.
أحدث التعليقات